مرفت يس تكتب بحروف متوهجة



هناك مبدعون ومثققون مبهرون، لكنهم يعيشون في قوقعة بعيدا عن المجتمع، مرفت يس ليست من هذا النوع، هي مناضلة على الواجهة الثقافية والتربوية، تمد جسور الاستمرارية إلى الأجيال القادمة، باشتغالها في الميدان مع الأطفال والشباب، صاحبة مبادرات ثقافية من أبرزها "يحكى أن" وبرنامج "قصة أونلاين" الذي تعده وتقدمه، بمعية سيد الوكيل ومصطفى الضبع، ومثل هذه المبادرات تصنع على المدى البعيد روافع للثقافة، لأنها ذات إشعاع مفتوح على أفق بلا حدود، ترسخ تقاليد للعمل الثقافي الذي يدمج الطاقات الجديدة، في عملية إنضاج شروط نقلة نوعية في الثقافة. 

تكتب مرفت يس بحروف متوهجة ببريق الأمل، قصصها مفعمة بالصدق الفني، تلامس اختلالات واقع مرير. توهج الحرف يعكس شعرية الرؤيا، والسرد السلس برونق خاص يشي بعوالم ممتعة تخفي ندوب وآلام الإنسان في عالم موغل في الانحدار، لكنه انحدار بصور براقة ومفاهيم جذابة.

سيرة أدبية

مرفت محمد يس

اسم الشهرة : مرفت يس كاتبة وناقدة مصرية

مدير موقع صدى ذاكرة القصة القصيرة

محرر بموقع "مبدعو مصر"

تقدم ورش حكي للأطفال بقصر ثقافة بني سويف

مؤسِّسة قناة "يحكى أن" قراءات وحكي على اليوتيوب

تقوم بإعداد وتقديم أمسية نصف شهرية بعنوان قصة أونلاين وهى أحد أنشطة موقع صدى ذاكرة القصة المصرية


صدر لها 

• مجموعة قصصية بعنوان " الأحمر "عن دار كيميت للنشر

• كتاب نقدي بعنوان " بصيرة المتشكك " عن الهيئة العامة للكتاب 

• دموع الألوفيرا قصص دار ميتابوك للنشر 2023

• آفاق جديدة للقصة العربية إعداد وتقديم

• الأستاذ من جديد كتاب عن نجيب محفوظ إعداد مشترك مع الكاتب سيد الوكيل

ونُشرت لها العديد من القصص في العديد من الدوريات المصرية والعربية والمواقع الإلكترونية 

 فصول / وأدب ونقد / الثقافة الجديدة /القاهرة / أخبار الأدب /المجلة العربية / مجلة أيامنا/ مجلة الأهالى/ المصور/ موقع أنطولوجيا / موقع صدى ذاكرة القصة المصرية / مجلة عاشقة الصحراء/ مجلة الكلمة / مجلة القصة /

لها العديد من الدراسات النقدية المنشورة منها

• دراسة نقدية عن ديوان " بهجة الاحتضار "للشاعر مؤمن سمير مجلة فصول

• دراسة نقدية عن ديوان" تأطير الهذيان "للشاعر مؤمن سمير مجلة أدب ونقد

• دراسة نقدية عن مجموعة مشاهد عابرة لرجل وحيد للقاس أحمد أبو خنيجر مجلة أخبار الأدب

• صراعات الواقع والخيال في رواية" طقوس الغواية " للروائى أحمد الحلواني مجلة الثقافة الجديدة

• دراسة نقدية عن رواية " جماعة الرب " للروائي عبد السلام إبراهيم مجلة القاهرة

• دراسة نقدية عن نوفيلا " شارع بسادة " للروائي سيد الوكيل موقع صدى ذاكرة القصة

• دراسة نقدية عن رواية " إليه شيطانى العزيز " موقع مبدعو مصر 

• دراسة نقدية عن رواية " باولا " لإيزابيل الليندى جريدة القاهرة 

• دراسة نقدية عن رواية ميراث الشمس للروائي عبدالسلام إبراهيم 

• الآن أبصر ومواجهة نسق الخوف مقال نقدى عن المجموعة القصصية الآن أبصر للكاتب صفوت فوزي العدد67 من مجلة عالم الكتاب

• الأمل عندما يتحول إلى كابوس مقال نقدي لرواية مارآه سامي يعقوب للكاتب عزت القمحاوي موقع أصوات أونلاين 16فبراير 2021

• ابداعات كورونا سرعة الاستجابة وأسئلة المصير مقال في مجلة الجسرة الثقافية العدد 60فبراير مارس 2022

• قصص جبير المليحان عوالم أكثر رحابة للطفل موقع أصوات أونلاين

• أنا نجيب محفوظ ..سيرة لم يكتبها بنفسه موقع أصوات أونلاين 1 أكتوبر 2020

• توت توت نيروز لاتفوت مقال بموقع أصوات أونلاين 18 سبتمبر 2020

• كحل العين حينما يتماهى الأسطوري مع الديني والشعبي موقع أصوات أونلاين 2 أبريل 2022

• شم النسيم ..للحياة رائحة يتنفسها المصريون موقع ميدل إيست أونلاين 4مايو 2021

• كلمنى شكرا موقع ميدل إيست أونلاين 9أكتوبر 2020

• رمضان طقوس محببة موقع ميدل إيست أونلاين10 أبريل 2021

• عودان من القصب وحلة قلقاس موقع ميدل إيست أونلاين 20يناير 2021

• نوستالجيا مابعد منتصف الليل موقع ميدل إيست أونلاين 2 سبتمبر

• أختلف معك لكنى أحبك موقع ميدل إيست أونلاين أكتوبر 2020

• شكرا على حسن رعايتكم موقع ميدل إيست أونلاين 16 نوفمبر 2020

• اثنان أربع ستات والسلطة المقلوبة مقال عن رواية اثنان أربع ستات للكاتب عبدالرحيم درويش موقع ميد إيت أونلاين 19فبراير 2021

• من صوتك لقلبي موقع ميدل إيت أونلاين 1نوفمبر 2020

• لن أبتعد عنك موقع ميدل إيست أونلاين 22 سبتمبر 2020

• إلهمني ولك تحياتى موقع ميدل إيست أونلاين 16 سبتمبر 2020

• آموت لاشىء صحيح لاشىء وكل شيء مباح عن رواية آلموت للكاتب فلاديمير بارتول موقع ميدل إيست أونلاين 5 مارس 021

• إريك فروم واللغة المنسية مقال بموقع ميدل إيست أونلاين 20 أبريل 2021

• قراءة في قصة " كل ماعليك هو أن تموت للكاتب سيد الوكيل موقع صدى ذاكرة القصة المصرية

• ذات تضنع مقوماتها للتعايش قراءة في قصة نعمات البحيري " الضوء الآخر " موقع صدى ذاكرة القصة المصرية

• أعدت العديد من الملفات عن رواد القصة المصرية نشرت على موقع صدى ذاكرة القصة المصرية على سبيل المثال لا الحصر : ملفات عن يوسف إدريس / نعمات البحيري / محمد مستجاب / جمال الغيطاني/ لطيفة الزيات/ سمير الفيل / السيد نجم وغيرهم 


شاركت في العديد من المؤتمرات المحلية داخل جمهورية مصر العربية منها:


مؤتمر اليوم الواحد بنى سويف 2020

مؤتمر إقليم جنوب الصعيد ببحث عن إبداعات كورونا

مؤتمر شمال الصعيد ببحث عن أدب الطفل

شاركت في تنظيم ملتقى القصة الأول لموقع صدى اكرة القصة المصرية أغسطس 2022

كتب عنها العديد من الدراسات النقدية منها :

أفق المعنى واتساع الدلالة في "حينما يأتي الموعد" لمرفت يس بقلم الكاتب سيد الوكيل

قراءة نقدية لقصة فراغ للكاتب مرفت يس د علاء أبو المجد

حوار صحفي للكاتبة بجريدة الدستور

حين تقول الأنوثة بدون كلمات وتتمرد قراءة في مجموعة الأحمر لمرفت يس بقلم سفيان صلاح

المسكوت عنه في المجموعة القصصية الأحمر لمرفت يس بقلم د ناهد الطحان

المحادثة الكثيفة الموحية في الأحمر لمرفت يس بقلم د محمد سمير عبدالسلام

قراءة في قصة فراغ للكاتبة مرفت يس بقلم مصطفى فودة

أليات كبت الألم في مجموعة الأحمر للكاتبة مرفت يس د رشا الفوال

الكاتبة سحر عبد المجيد وقراءة لقصة أنفاس لمرفت يس

الكاتبة سحر عبد المجيد وقراءة لقصة امرأة وحيدة لمرفت يس

مرفأ القص الذي نلو به في انتظار العدالة بقلم أشرف عكاشة

لينك قناة اليوتيوب "يحكى أن " محتوى ( قصص مسموعة/ حكي/ أمسيات تعدها وتقدمها الكاتبة مرفت يس)


حينما يأتي الموعد

قصة قصيرة

من مجموعتها القصصية: دموع الألوفيرا

بابتسامة مرسومة على شفتيه.. لا يعرف كيف يمنحها لكل مريض، وهو يوقن أن سويعات ذلك المريض فى الحياة معدودة، وأن كل شيء يقوم به فقط لتأخير مهمة ملك الموت قليلًا.

تلك الابتسامة كانت تثير غيظ وضيق الحاج بطران فى الأيام الطويلة التي قضاها طريح الفراش بغرفته المطلة على النيل فى المستشفى، يتساءل: كيف يمتلك ذلك الطبيب الجرأة على أن يبتسم ويضحك فى الوجوه التي يترقبها الموت؟

عجيب أمر هؤلاء الأطباء! هل يعقدون صداقة مع ملك الموت؟

نفس تعبيرات الوجه تصاحب من يخرج بصحبة أهله فى الحالين: للحياة أو للموت، أم هي ابتسامة متفق عليها، إشارة تقول لملك الموت: أد عملك قد حان الوقت.

طرق الطبيب باب غرفته، تصفح ملفه بسرعة، وكتب بعض السطور، ختمها بتوقيعه، وعلّق الملف فى مكانه، رفع وجهه بابتسامة ردّها الحاج بطران بإيماءة ونظرة عميقة إلى عيني الطبيب، أربكته قليلا، قبل أن يخبره بــ «لِستة» الممنوعات.

- العملية بكرة، لا شاي ولا قهوة ولا دخان طبعا، تصبح على خير.

*** * ***

فى سكون الليل بعد أن هدأت الحركة تمامًا فى المستشفى نهض ببطء، يستند على طرف سريره، أصابع قدميه تبحث عن حذائه، من «كومدينو» بجانب السرير أخرج حقيبة عتيقة الطراز، من أحد جيوبها تناول علبة السجائر والولاعة المحفوظتين بعناية شديدة داخل علبة فضية، منقوش عليها نقوش فرعونية قديمة، شدّ ستارة النافذة، وجلس على كرسيّ مسندًا ظهره، مادًا قدميه على منضدة صغيرة أمامه، أشعل سيجارته واستمتع بأخذ أول نفس منها بعد فترة طويلة من المنع داخل جدران تلك الغرفة، أحسّ بخدر خفيف يسرى فى جسده، أغلق عينيه، عندئذ رأى نفسه داخل نفق طويل ضيق مظلم؛ تتزايد ضربات قلبه، فى نهاية النفق رآها، تقف أمامه تومض صورتها، يفرك عينيه ليراها بوضوح، ملامحها تبدو مألوفة لوجه شاهده من قبل، يفتش فى ذاكرته، بين مئات الوجوه التي استضافها فى مندرة بيته الواسعة، واعتاد أن يستقبل فيها أفواج من المتنازعين من أهل قريته يحتكمون إليه، يسأل نفسه أين رأها؟

 تتشكّل صور من تموّجات دخان سيجارته، تتشابك فيها وجوه كثيرة، تنمحي جميعها لتظل تلك الفتاة واقفة بمواجهته، تتضّح ملامحها أكثر فأكثر. عيناها عسليتان محملتان بغضب شديد، وشفتاها ترتجفان، وشعرها مُشعث. أصابته نظرتها بقشعريرة أحسّ بها من قبل مِرارًا. فشل فى تذكر أين شاهد هذا الوجه الذي يبدو مألوفًا له.

- نسيتني؟!

انتابته رجفة شديدة، صدى ذلك الصوت أرّقه لسنوات فى منامه، صراخها، وهى تستنجد به فيما هو يتجاهل ذلك الصراخ. شقيقها يجرها من يديها على الأرض أمام ناظريه، كان واقفًا منتصب القامة بطوله الفارع، فوق تلة مرتفعة، تستغيث به بعدها كمّم الأخ فمها، ظلت تحملق فيه إلى أن وقعت صخرة كبيرة على رأسها، أسلمت الروح وسبح جسدها فى النيل.

- شُفت أنت عملت فيّا إيه؟ ليه كده؟

قالتها، وهو منشغل بطيّ عباءته السوداء، ولفها حول كتفيه فوق جلبابه الأبيض.

العباءة نفسها التي فرشها على الأرض بين أعواد الذرة الممتلئة بكيزان ناضجة، راقبها وقتها وهي تمرح فى الغيط المجاور للنيل، تمشي بخيلاء وفرحة مراهقة صغيرة تتفتح براعمها للحياة. كان يومها يسير باتجاه النيل ليمارس عادته اليومية فى السباحة فى نفس الوقت كل يوم من الظهيرة، تسلل خلفها بهدوء شديد بعد أن تلفّت حوله مرارًا؛ ليتأكّد من خلو المكان.

شدّ طرحتها وقبل أن تلتفت ألقى بها، برك فوقها، وجهها كان ملاصقًا للأرض، أحكم قبضته علي فمها وانتهى الأمر بسرعة شديدة، جذب عباءته من تحتها، فى تلك اللحظة التقت عيناهما؛ فرّ مسرعًا من أمامها، وتركها تولول وحيدة.

*** * ***

ذهب أخوها إلى بيته يطلب مقابلته، افتتح حديثه بطلبه:

- البيت اللي فى الزمام الشرقي يلزمني يا كبير..

 ابتسم الكبير ساخرًا:

- وماله... لو معاك تمنه..

مد الأخ يده فى جيب جلبابه، وأخرج هاتفه المحمول، ومده إليه ليشاهد أحد مقاطع الفيديو، ألجمته فظاعة المشهد. لم يمهله الأخ وقتًا، وأخرج من جيبه الثاني عقدًا، وقّع عليه الكبير وهو مذهول.

ثمن بخس أخذه الأخ مقابل الصمت عن جريمة كان شاهدًا عليها، ووثقها بوحشية لا تقل فظاعة أو ربما أكثر من فعلته هو، ثم أكملها بقتلها بدم بارد. 

*** * ***

 قطرات دم صغيرة عالقة بعباءته المعلقة بعناية فى عمود بجانب الباب ظلت تتدفق كلما أغلق عينيه فتتحول إلى بحر من الدماء يغرق فيه إلى مالا نهاية، يستيقظ مفزوعًا، فشل المنجمون فى تفسير منامه أو ربما ادّعوا الفشل، يسهر ليال طوال؛ يخشى النوم، فيغلبه النعاس ليغرق مرارًا فى بحر الدماء

*** * ***

 مازالت واقفة فى مواجهته.. انطفأت شعلة الغضب فى عينيها، واستراحت خصلات شعرها بجانب وجهها، تنهدت بعمق وابتسمت وهي تشير إليه بيديها، زادت رجفة جسده، يحاول الرجوع، يضيق النفق خلفه أكثر فأكثر، أشارت إليه ليكمل السير باتجاهها وهى تردّد: 

- لا مجال للعودة... كله بأوان يا كبير..

 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال