كتاب الأشرار*
أقصوصة
في الليل أصابه أرق شديد بسبب قهوة سوداء أو ربما لاستعماله ذلك المنشار البغيض. هذا الهواء هنا لا يستوعب "الثقة بالنفس"، وتلك الشجرة وسط المدرسة كانت باسق شماء مزهوة بنفسها.
طال تفكيره – بعد أن قطعها – في كيفية منعها من النمو ثانية.. استنفر محرك البحث الأقوى، لمده بوصفة فعالة للقضاء على شجرة نهائيا. ألم به صداع شديد وهو يحاول النوم، لم يجد الطريقة المثلى لاستئصالها..
قالت زوجته في تهكم:
- ربي يخلف على الشجرة، وما يخلف على اللي يقطعها !
لم ينبس ببنت شفة، لكنه توتر في دخيلته عميقا، تعطل تفكيره هنيهة.. وفي زفرة لمع في ذهنه كتاب الأشرار فهرع يفتش عنه في كل مكان، من دون جدوى..
نام أخيرا، ورأى فيما يرى النائم صفحات صفراء كسم عقارب، كان يجري تدفعه ريح سَمومٌ.. رأى الويل وكثيرا من الشر..
أفاق راجفا أعني مرعوبا مرتجفا.. خرج إلى الساحة، نزل سلالم المخزن المهترئ.. وفي الظلام الدامس حضر المزيج والعدة كلها..
كان الهزيع الأخير من الليل يرنو متضرعا لأفق يتنفس فيه الصعداء من شر المدير الجديد.
--------------------
* جاء في الصفحة 13 "خلط الشرير غاز الحرمل وزيت الحدجة والبنزين المهرب وبولَ البعيرِ ورمادَ الخيمة ورملَ أبي جهل، بمقادير متقايسة وصبها في قلب الشجرة، بعد أن قطعها وأشعل عود ثقاب ألقى به في جوفها..."
عبد القهار الحجاري