من علمك !؟

 من علمك !؟

اللوحة للفنانة سارة لعويني

مَن علّم الرقصَ البهِيَ خصرك الضامرْ

غيري أنا المخبولُ بالملكات ؟

بالعدْو وحدي

     خلفَ المحالْ.

من علم البوح الرقيقْ

      ريشتَنا والشفتين ؟

نغماتنا

  تعزف رقصاتي 

             حبيبتي 

كي ننتشي 

بالنخب و"الفالزِ"

في "ڤيينا"

و"الفالزُ" يُهديني ...

ماذا سيُهديني سوى

           ضمةَ صدرٍ ظالم

           حرقةَ قلبٍ حالمْ

أو نخبَ نكباتي أنا

والصدرُ مولاتي 

         أشهى من حريقي

الرقص كالحب 

             أبهى من بريقي.

بين ثنايا همس ونجوى 

ينداح فينا فرح الهوى 

*****

 من علمكِ ؟

أن ترفلي في 

      هذي الفساتين الشقيهْ

والعطر من باريز 

والورد من "مگونهْ"

من علمك ؟

أن تشمخي 

حتى تسامقت كما العجائب 

في جيزتي 

في يمي

واريتِ حبي

في غيْهَب التابوت

ثم وضعت الزاد جنبي 

منديلَك الورديَّ لي 

طرَّزتِه

 بالشفتينْ

قطعةَ شمس 

أغنيتي 

رشْفاتِ صهباءَ كنخبٍ

     الذكرى

أعشابَ تحنيطٍ

كي أدركَ الخلود

أنت اخترقت السور

تركت الجنائنَ

         في بابلي 

أنت الحريهْ

أنت البرج المائل !

شيدتِ في عمقي منارهْ

من علمك الذرى ؟

كي تُعلِني

    في "الإيفل" 

            رقصاتِك.

ها قد جهرتِ الآن أن تسرِيَ لي 

أفلاكُكِ الأطوادُ في تلك المداراتْ

في ملكوت العشق 

            جنْبَ النيازكِ والثرياتْ

*****

من علمك ؟

غيري أنا المهووسُ بالأغنياتْ

بالعزفِ في عمقِ الجليدْ

بالهمس كي أغوي النشيدْ

بالسبق في صمت السكينهْ

في هدأَةِ الليل الحزينْ

في غمرة الجُرح الدفينْ

علمتك الخيلَ الجوامحَ

            صهْواتِها لي تمتطينْ

لكنْ غدوتِ

         فوقَ جراحي تعْبُرينْ.


من ديوان "أرخبيل الوجع"، مقاربات، فاس، 2011





إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال