عند بائع العطور
كنت أفتش عن عطر لي في المحل الأنيق، منذ زمن كنت نسيت نفسي، لا أذكر أنني ألقيت بالا في المدى المنصرم القريب لأشياء صغيرة لكن ذات معنى تنقصني، شجعني البائع على تجريب عينات مختلفة من عطور مركبة وماركات عالمية أغلبها مقلد ومزيف، قلت أشتري والسلام، المحل ضيق ومزدحم بروائح زكية مختلفة بعضها تعبق به أطراف نساء لا يتوقفن عن الصخب والمساومة بإلحاح لا يخلو من غنج، مالت نحوي سمراء مكتنزة خلتها ستعانقني أو هكذا اشتهيت وهي تفتح حضنها وثغرها الباسم وتغرس شعاع عينيها الكحيلتين في بؤبؤي الضعيفين، طلبت مني أن أختار لها عطرا رجاليا ودهنا خاصا باللحية تريد أن تقدمهما هدية، قالت إن لحيتي أعجبتها، ساعدتها في الاختيار، دفعت ثمن مقتنياتها وخرجت، لكنها لحقت بي وقالت إنها كانت تساعدني في الاختيار كي أشتري أنا، هممت بالعودة من حيث أتيت، لكنها أمسكت بذراعي، استسلمت لها، كان همسها قاتلا، ثم سرنا في شارع طويل حالم...
عبد القهار الحجاري