خميلةٌ ذابلة

 خميلة ذابلة

قصة



وقف خلف الجدار الزجاجي يتأملها تحت المطر، القطر على محياها دموع ألم، غدائرها الخضراء كانت تمتد إلى كل اتجاه، تعانق بعضها بعضا .. النافورة الحجرية وسط حوضها الكثيف عشبه، ترش النباتات اليانعة الخضراء والأزهار البهيجة بفورة لذيذة منعشة، يتسامق جريد النخيلات منتشيا تغمره الثمالة، التينة المطاطية أهاجت باصفرارها في أوصاله موجة عارمة من الغضب، كانت قوية خضراء، تنضح بنضارة كمُحيا مها خلف الحقول، تشمخ مثل قده بأغصانها القوية ذات الأوراق العريضة المنبسطة تبدي أناملها الدقيقة الناعمة ...

الجدب أفنى كل شيء هنا .. وأطلق زفرة تحسر سرى بها في ضلوعه وجع علقمي، كم كان هذا الفيء دافئا .. كان حضنا، دفقا ساحرا كبهاء خريدة .. يا لأنين التريب ! كم كانت أزهار النيلوفر باسمة ! أغصان شجرة الورد .. اللبلاب الأرجواني .. الصباريات نمقت هذا المكان بأشكالها المتعرجة .. ولون التريب الداكن، بين النباتات وتحت الفرش الحرجي يبعث على عشق الأرض.

هز رأسه أسفا .. استدار يهم بالخروج إلى البهو العريض، كان ينوء بالألم :

- كم هو محزن حقا ما وصلت إليه !! 


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال