مساء المدينة
مَساؤُنا
يَفيضُ شِعراً في المدينهْ
خِضابُ أفْقٍ يَنْتَشي
يَحمِلُ أمواجَ ابتساماتْ
نَيلَوْفَرٌ
يُغْرِقُ بالحُبّ الصِّبا
أمّا الصَّبا
يا لِشجاها !
تَرسمُ في خَدِّ الزُّهورِ
قُبْلاتْ
وفي حَدائِقِ المَدينَةِ
مِسكُ الأماسي
فُلٌّ وياسمين
يَلثُمُهُ
رِضابُ النّافوراتْ
يَغمُرهُ النورُ البهيُّ
والنورُ في الخُدودِ
في عزف القُدودِ
في عيون الأحبةِ
في المقاهي الحاشِداتْ
في مَعسول الحبِّ
يُنثَرُ في الأجواءِ
يُغزَلُ للفاتناتْ
وأطفالٌ أُخِذوا بالحلوى
بالفرحة
بالأضواء
والشجرُ الميّاس عانق
كلَّ عصافير الدُّنا
للحب تشدو
توقع
في مرح
رقْصاتِ أعراسِها
مساؤُنا
يفيضُ حُبا في المدينهْ
يهزمُ عزمَ الليل
والليلُ قد يَحملُ في بُرْنُسِهِ
ما يُحزِنُ الشاعر
عبد القهار الحجاري، أرخبيل الوجع، شعر، منشورات مقاربات، فاس، ط1، 2011 ص 12