أنغام
أنغام يا نَجْمَةً قُطْبِيَّةَ بدَميِ!
هامَتْ بها مُهْجَتي في لَيْلَةِ الْألَمِ
إِنّي أُناغيكِ في نَأْيٍ يَجورُ بِنا
وَالْهَمْسُ مِنْ فيكِ يَأتيني وَلَمْ أنَمِ
حُضْني لَكِ اشْتاقَ وَالصَّبْواتُ قدْ ضَرَبَتْ
طَبْلَ الصّحاري دَوَىٰ في مُهْجَتي وَدَمي
هاجَتْ صَبا خاطِري في البُعْدِ وانْشَطَرَتْ
بُرْكانَ عِشْقٍ سَقاني فَوْرَةَ الحِمَمِ
أنغام يا وَطني! في غُربَتي سَكَنَتْ
أمْداءُ حُسْنِكِ بِالأنْوارِ والزَّخَمِ
في الوَصْلِ أنْتِ السُّها وَضّاءَةٌ وَسَنا
يَمْحو الدّياجي وَيَجْلو حالِكَ العُتَمِ
أنْتِ الحَياۃُ وَنَبْضُ الحُبِّ مُبْتَهِجاً
بالسُّؤْدَدِ المُرتجىٰ في راغِدِ النِّعَمِ
في راحَتَيْكِ سَرَتْ نَسْماتُ فَرْحَتِنا
في ناظِرَيْكِ المُنىٰ تُشْفي من السَّقَمِ
أنغام لَحْنٌ سَرىٰ بِالعَزْفِ مُنْتَشِياً
بَيْنَ الحَنايا وَلَجُّ الحُبِّ في نَغَمي
يا جَنّةً في شَراييني ظِلالُ غَدٍ
أَرْخَتْ دَوالي الهَنا وَالسَّعْدِ في حُلُمي
يا مُنْيَةَ الرّوحِ ! ضُمّيني بِلا كَلَلٍ
يا بَهْجَةَ العُمْرِ ! مِعْراجاً إلى القِمَمِ !
مُدّي إِلَيَّ بِكاساتِ الشّذىٰ وَدَعي
أُنْشودَةَ الحُبّ تَعْلو هامَةَ الهَرَمِ
شُدي مَعي وَتَرا يَنْداحُ مِنْ وَتَري
في ذِرْوَۃِ النّورِ أوْ في حُلْكَةِ الظُّلَمِ
لاحَتْ مَسَرّاتُنا في عِشْقِنا الأبَدي
فَجْراً كَما لاحَ عِنْدي خافِقُ العَلَمِ
فَلْنَأْتِ كَرْمَ العِناقِ الغُرِّ مَشْرَبُهُ
في فَيْءِ سَهْرَتِنا وَالبَدْرُ لَمْ يَنَمِ
هَلْ نَقْتَفي رَجْعَ مَوّالٍ نُرَدِّدُهُ؟
خُطَّتْ لَهُ دُرَرٌ مِنْ مُهْجَةِ القَلَمِ
مَوّالُ حُبٍّ صَداهُ العُمْرُ يَحْمِلُهُ
لْم يُهْدَ لَيْلىٰ وَلا قَيْسٌ وَلَمْ يَهِمِ
أنغام ! أَيْنَعْتِ في قَلْبي كَدَوْحَتِنا
في الرّيف تَزْهو بِمَجْدِ الحُبِّ في الأُمَمِ
والرّيفُ لَحْنٌ جَریٰ في مُهْجَتي وسَرَیٰ
فيها زَفيرُكِ بِالأوْصالِ كالحُلُمِ
جورُ البِلادِ عَلَيْنا إِنْ طَغىٰ صَلَفاً
يَكْفي الهَوى بَيْنَنا كَيْ يَخْتَفي سَأَمي
عبد القهّار الحَجّاري
Tags:
شعر