بصدد ما أثير حول توظيف الآذان في لوحة فنية
الآذان في حد ذاته موسيقى لأنه قائم على المقامات، والتجويد موسيقى لأنه قائم على المقامات، والمقامات يعرفها الموسيقيون ويعرفها المؤذنون المهرة والمجودون المتقنون، كل من الفئتين يعرف مقامات الراست الصبا والحجاز والبيات والكرد والنهوند والهزام وعدد لا حصر له من الأنغام التي يعتمد عليها في تنغيم الآذان وترتيل الذكر الحكيم. ولم يكن هذا مشكلا على الإطلاق حتى كانت زيارة البابا إلى المغرب مؤخرا، وتم تقديم لوحة فنية وظف فيها الآذان إلى جانب ترانيم مسيحية ويهودية، كإشارة إلى قيمة التسامح الديني.
وللذين استنكروا الآذان مع الموسيقى نقول من زاوية علم الموسيقى إن كل ما يخضع لقواعد النغم فهو موسيقى، والآذان خاضع لقوانين النغم المعروفة بالمقامات.
إن أداء الآذان على المقامات الموسيقية موجود ومتاح للجميع على قنوات الصوت والصورة بالشبكة العالمية، لكبار القارئين والمرتلين. ونجد تسمية الآذان باسم المقام الذي لحن عليه : مثل "الآذان على مقام الراست"، "الآذان على مقام البيات"، "الآذان على مقام الصبا".....الخ
فهذا كبير القارئين الشيخ عبد الباسط عبد الصمد يؤدي الآذان على مقام البيات، من أروع ما يكون، وهو مقام شائع في الموسيقى العربية.
وهذا القاريء علي العاني بصوته الشجي يؤدي الآذان على مقام الصبا، وهو نفس المقام الذي لحنت عليه عشرات الأغاني العربية والشرقية من أبرزها أغنية "هو صحيح الهوى غلاب" من كلمات بيرم التونسي وألحان الشيخ زكرياء أحمد.
والأمثلة لا حصر لها في هذا الباب، فللشيخ راغب غلوش آذان على أشهر مقام موسيقي شرقي هو مقام الراست ذي علامة السيكا في الدرجة الثالثة (مي) والدرجة السابعة صعودا (سي)، والشيخ محمد ياسين المرعشلي آذان على مقام الحجاز، وللشيخ أبو محمد البيلوني آذان على مقام النكريز، وللشيخ صبري مدلل آذان على مقام راحة الأرواح أو الهزام على درجة (سي) سيكاه، وللشيخ أحمد الطرابلسي آذان على مقام العجم... وغيرهم كثير.
نفس ما نقول عن الآذان يطبق على ترتيل الذكر الحكيم ولا نحتاج إلى أمثلة أكثر مما قدمه القاريء عبد الباسط عبد الصمد في مقامات موسيقية مختلفة، وهو في حد ذاته مدرسة في الترتيل.
يجب أن نعرف انطلاقا من هذا أن الآذان وترتيل القرآن الكريم ينبني على المسافات الموسيقية والدرجات النغمية في المقام الموسيقي، وهو نظام لترتيب هذه الدرجات والمسافات داخل سلم الأصوات صعودا ونزولا، والتمييز فيها بين المسافة الكبيرة ذات البعد الكامل والمسافة الصغيرة ذات نصف البعد ومسافة السيكاه المكونة من ثلاثة أرباع البعد، والتمييز كذلك بين أجناس عقودها.
وهؤلاء القارئون والمؤذنون المحترفون لهم دراية ومراس بعلم المقامات الموسيقية أكثر مما يعرفه الكثير من الموسيقيين والمغنين.
إن ما أثير حول توظيف الآذان في لوحة فنية هو مجرد زوبعة لا أساس علمي لها، وهجوم اديولوجي خلفيته مغرضة، الهدف منها تبخيس وتسفيه الموسيقى باعتبارها فرعا من الجمال الذي يرمي إلى تهذيب النفوس وتربيتها والابتعاد بها عن الغلظة والخشونة والتطرف، والهدف من هذا الهجوم ضرب قيمة التسامح الديني، وتحريض المجتمع على التطرف والتعصب واستقطابه لمنظومة الفكر الظلامي المعادي لأي تنوير، المنضوي تحت أجندات سياسية دينية، تجعل من الدين مرجعيتها ومطيتها لاستدامة الاستبداد والتأخر.
الآذان في حد ذاته موسيقى لأنه قائم على المقامات، والتجويد موسيقى لأنه قائم على المقامات، والمقامات يعرفها الموسيقيون ويعرفها المؤذنون المهرة والمجودون المتقنون، كل من الفئتين يعرف مقامات الراست الصبا والحجاز والبيات والكرد والنهوند والهزام وعدد لا حصر له من الأنغام التي يعتمد عليها في تنغيم الآذان وترتيل الذكر الحكيم. ولم يكن هذا مشكلا على الإطلاق حتى كانت زيارة البابا إلى المغرب مؤخرا، وتم تقديم لوحة فنية وظف فيها الآذان إلى جانب ترانيم مسيحية ويهودية، كإشارة إلى قيمة التسامح الديني.
وللذين استنكروا الآذان مع الموسيقى نقول من زاوية علم الموسيقى إن كل ما يخضع لقواعد النغم فهو موسيقى، والآذان خاضع لقوانين النغم المعروفة بالمقامات.
إن أداء الآذان على المقامات الموسيقية موجود ومتاح للجميع على قنوات الصوت والصورة بالشبكة العالمية، لكبار القارئين والمرتلين. ونجد تسمية الآذان باسم المقام الذي لحن عليه : مثل "الآذان على مقام الراست"، "الآذان على مقام البيات"، "الآذان على مقام الصبا".....الخ
فهذا كبير القارئين الشيخ عبد الباسط عبد الصمد يؤدي الآذان على مقام البيات، من أروع ما يكون، وهو مقام شائع في الموسيقى العربية.
وهذا القاريء علي العاني بصوته الشجي يؤدي الآذان على مقام الصبا، وهو نفس المقام الذي لحنت عليه عشرات الأغاني العربية والشرقية من أبرزها أغنية "هو صحيح الهوى غلاب" من كلمات بيرم التونسي وألحان الشيخ زكرياء أحمد.
والأمثلة لا حصر لها في هذا الباب، فللشيخ راغب غلوش آذان على أشهر مقام موسيقي شرقي هو مقام الراست ذي علامة السيكا في الدرجة الثالثة (مي) والدرجة السابعة صعودا (سي)، والشيخ محمد ياسين المرعشلي آذان على مقام الحجاز، وللشيخ أبو محمد البيلوني آذان على مقام النكريز، وللشيخ صبري مدلل آذان على مقام راحة الأرواح أو الهزام على درجة (سي) سيكاه، وللشيخ أحمد الطرابلسي آذان على مقام العجم... وغيرهم كثير.
نفس ما نقول عن الآذان يطبق على ترتيل الذكر الحكيم ولا نحتاج إلى أمثلة أكثر مما قدمه القاريء عبد الباسط عبد الصمد في مقامات موسيقية مختلفة، وهو في حد ذاته مدرسة في الترتيل.
يجب أن نعرف انطلاقا من هذا أن الآذان وترتيل القرآن الكريم ينبني على المسافات الموسيقية والدرجات النغمية في المقام الموسيقي، وهو نظام لترتيب هذه الدرجات والمسافات داخل سلم الأصوات صعودا ونزولا، والتمييز فيها بين المسافة الكبيرة ذات البعد الكامل والمسافة الصغيرة ذات نصف البعد ومسافة السيكاه المكونة من ثلاثة أرباع البعد، والتمييز كذلك بين أجناس عقودها.
وهؤلاء القارئون والمؤذنون المحترفون لهم دراية ومراس بعلم المقامات الموسيقية أكثر مما يعرفه الكثير من الموسيقيين والمغنين.
إن ما أثير حول توظيف الآذان في لوحة فنية هو مجرد زوبعة لا أساس علمي لها، وهجوم اديولوجي خلفيته مغرضة، الهدف منها تبخيس وتسفيه الموسيقى باعتبارها فرعا من الجمال الذي يرمي إلى تهذيب النفوس وتربيتها والابتعاد بها عن الغلظة والخشونة والتطرف، والهدف من هذا الهجوم ضرب قيمة التسامح الديني، وتحريض المجتمع على التطرف والتعصب واستقطابه لمنظومة الفكر الظلامي المعادي لأي تنوير، المنضوي تحت أجندات سياسية دينية، تجعل من الدين مرجعيتها ومطيتها لاستدامة الاستبداد والتأخر.
عبد القهار الحجاري