اعتراف



في الهزيع الأخير من الليل هد الإرهاق محطة القطار.. موسيقى شعبية باذخة بمقهى متثائب.. في زاوية، يوجد من يغالب النوم بقهوة سوداء.. لم يحفل أحد بالرسام عابر السبيل الذي يبدو دميما متأبطا محفظة.. عبثا يحاول لفت الانتباه.. أطفال منفوشو الشعر يشاكسونه، يضحك هو بثقة:
- أنت خايب!
- ما تعرفش ترسم!
- واسير آش من رسم هذا؟!
- ارسم غير وجهك!
هم يضحكون وهو ببتسم. يسحب أوراقا وأدوات رسم من المحفظة.. بهدوء يتأمل الأولاد.. يمرر القلم على الورقة بسرعة فائقة.. يقتربون منه مشدوهين.. ينظرون إلى ملامحهم تتصاعد في ورق الرسم..
شهقوا بإعجاب. وقال لهم في رجاء:
- اعترفوا بي أنتم! .. قولوا إنني فنان!
عبد القهار الحجاري

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال