بلا قلب



      عاودتني جهة القلب ثانية بمغص شديد، أحسست معه أن شراييني الكبرى تتمزق، سمعت بعد ذلك ربما بوقت قصير سيارة الإسعاف تعوي. سكاكين حادة في عمق الجهة اليسرى من جسدي المطروح..
        فتحت عيني فرأيت الجراح يمسك بين يديه قطعة ما لزجة سوداء، يكاد يتركها تسقط عليّ، وكان بؤبؤا عينيه على وشك القفز من محجريهما وهو ينظر إلى هذا الشيء، بما يشبه الريبة والحذر والدهشة.. ولكنه تمالك نفسه وقال للممرض الذي بجانبه الأيمن:
-  إنه من دون قلب!
- من دون قلب؟!
- .......
- .......
- نعم..من دون قلب !
- وهذه القطعة السوداء؟
لم يجب الطبيب وأخذ يتأملها، تملكني الهلع فقمت مذعورا. ربت الطبيب على كتفي وقال باسما:
- يمكنك أن تعيش من دون قلب. لم يعد هذا أمرا صعبا.
- وقلبي يادكتور؟
- ليس لك قلب. وصحتك جيدة، اطمئن !
في صبيحة الغد كنت ممددا على ظهري في غرفتي بالمشفى حين لاحظت تحلق أفراد أسرتي حول الطبيب. وكان يشرح لهم أمرا ما... سمعته يقول بصوت واضح:
- العملية نجحت ولا مشكلة لديه إطلاقا..
لكنني التقطت كلمة واحدة هامة قالها وهو يهم للخروج من الغرفة، كان يحدث والدي بصوت خافت:
- لا أخفيك سرا..أنت بالضبط  يجب أن تعرف الحقيقة..ولدك خطر على العالم !
عبد القهار الحجاري

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال