نَبْضي عالٍ عال ْ


وَالتقينا في المنعطفاتْ
كلٌّ منا
يحملُ في تنهيدِه
     نيرانَ الأرضِ المحروقهْ
يحملُ أوجاعَ الزهْرِ
       انكسارَ السنبلاتْ
  نحمل في مهجتنا
         شجواً وجراحاتْ
يَسأَلُني الشَّذیٰ ما حالُ النبض؟!
عندَ عناقِ الصبحِ الحارقِ
                  ولهيبِ اللثماتْ
نَبْضي عالٍ عالْ
فاسألي نفَسي يُنْبيكِ
عن صعودي مُحالَ المحالْ
صدري خافقُهُ يضربُ كالهولِ
كَالشعر الهدارِ
أو كطبولِ جنوبِ الصحراءْ
كلُّ الشعر دَيْدَنُنا
       والحبُّ
كُلُّ الحُبِّ موْقِدُنا
وعناقنا
     ألهب شَجْوَ الأغنياتْ
نحن جئنا من شُروخِ الأَمْسِ
            من تُخوم النكباتْ
وبنينا صُروحا للآتي 
نَحن نبني أحلامنا من جديدْ
العمرُ شعاعٌ يتلاشى
بينُ تنهيدِ صَباً بقوسٍ مكلومٍ يعزفُنا 
وبكاءٍ على الماضي إذْ يُمسكنا
ماضينا التَّليدُ
يتبعنا كذُيولِ الغيماتْ
بين عَدو فيافينا
وخريرِ سواقينا
تلك ضاعتْ في كُثبانِ الحنينْ
ضاعتْ بالأمسِ في الويلاتْ
غدنا أشرَقَ في أفْقِ هوانا
وأضاء سراديبَ الهمساتْ
   يا حبيبي!
مهلكِ
قد ملأتِ الكأسَ بخوفٍ دفينْ
وتركتِ زُهوري تَذبُلُ
تنْظُرين إليها منْ خلفِ أطيافٍ
خلف أشباحٍ
وهلامٌ ضبَّبَ رؤْيَتَكِ
ويدي مُدتْ نحوك
   بالحبّ وبالشاماتْ
    بالوردِ وزهرِ الأوركيدْ
قلبي الغرُّ لا أملُكُهُ
ظلي الهاربُ نحوكِ
                  أسبِقُهُ
 وملاذي فيك الحضنُ
أعدو خلفكِ في الريحِ وخلفَ الغيمِ فتأتينْ
عند عناق كالإعْصارِ تَفِرّينْ
وترَيْنَ اقترابَ الصُّبحِ سَراباً
وحَفيفَ السَّرْوِ يَباباً
 وعناقي عندك محضُ هباءْ
يا فاتنتي!
 حبُّك أزهرَ في القلبِ ربيعاً
فانْسَيْ وهْم التيهِ بين دروبِ الأمسِ
واتركي وجعاً لعْلعَ في الشِّرْيانِ وفي الرأسِ
ودعي هماً حزَّ بأضْلاعِ الحنايا
              همَّ القلبِ الصّديانْ
وتعالي نعدو خلفَ الأفْق الحابِلِ بالغيْثِ
نكتُبُ طِرْسَ الآتي الورديِّ
برحيق الزهْر شذى الوَجدِ
نرسمُ في المدی أغاريدَ العشقِ الفتانْ
نبضي عالٍ خلفَ حنايا ولهي عالْ
نبضي يطرُد أطيافَ الحُزنِ منَ الأوصالْ
يقدَحُ من عينيكِ بريقَ غدٍ يرْفُلُ في اللونِ
يأخذُني في الصّحْو وفي غَفوةِ جَفني
 يحملني بِراحِ هَمْستِكِ
نحو زهر غدٍ كبسمتكِ
 نبْضي عالٍ عالْ
ِفي كل صباحٍ ومساءٍ...
كلَّ رشفۃِ نارٍ من لظی القبلاتْ 
شعر عبد القهار الحجاري


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال