إلياذتنا...


أبْهى مِنْ زَهْرِ الدَّفْلى
كَأْسُ الحُب
أشْهى منْ رَشْفاتِ سَرابْ.
ما عَنَّ لِبالي
أنّي
   آيِبٌ لِحُضنِ يَبابْ.
نَهْري الآن أُخدودٌ
ليْتَ حبي الآفِلَ موْلودٌ
بُستاني أَحْلَفَ لي
بعْدَ يانِعِ عصْرٍ
هلْ يُصْبِحُ كَوْمَ تُرابْ؟
هلْ يَغدو النَّيْلَوْفَرُ
          فِطْرَ غُرابْ؟
*******
يا قاتِلَتي !
         يا مُحْيِيَةَ الأَوْجاعِ !
عَلَّقْتِ بِحَبلٍ مفْتولٍ منْ مسَدِ
نَوْرَسَ مُهْجَتي
       في بابِ المدينَهْ
ونَثَرْتِ الأَشْلاءَ منْ جسَدي
وبكيتِ أفولي يا حسرتي !
         في  كَمَدِ.
مَوْقِدُكِ الحامي
يلْتَهِمُ الصُّوَرْ .
مَزَّقْتِني
قَدْ مَزَّقْتِ الذِّكْرَياتِ.
أَنْواءُ الوَيْلِ
وعَواصِفُ عاتيَّةٌ
في العِلْمِ وفي الحُلْمِ
وأنا لا أحْلُمُ إلاّ بِكِ سَيِّدَتي !
بالْغَوْصِ عَميقاً
في عَيْنَيْكِ
لأُراقِصَ غِبْطَتَنا
لما يا بدْرُ تحطًّ سَفينَتُنا
في كوْكَبِنا الوَرْديِّ.
كَيْفَ لا نَبْقى؟!
يا سيِّدتي !
إلياذَتُنا
   في الحُبِّ تَليدهْ
*******

كَمْ طَقْسا أحْيَيْنا
في مِحْرابِ الحُبِّ،
كُلُّ طَقْسٍ
  ترْنيمَةُ عِشْقٍ
    في شَراييني
       لَحْنٌ للجَمالْ
       كأسٌ للمُحالْ
*******

كمْ كنْتِ بَهيَّهْ!
يا عَوْسَجَةً حارقَهْ!
        لُبَّ الدَّفْلى!
هَوَسي!
يا هوى وسْواسٍ مَجْنونْ!
يا نَرْجِسَةً!
مَلَكَتها الأَرْواحُ الحَمْراءْ
في خَميلَةِ  قَلْبي المَفتونْ،
لِمَ نَشْقى؟!
سوفَ نبْقى سيِّدتي!
إلْياذَتُنا في الحبِّ عَتيدهْ
*******

تَشْحَذينَ نِصالَ قَبائِلَ وَحْشِيَّهْ
وَقَذائِفَ عَصْرٍ
         يتَبَجَّحُ بالمَدَنِيَّهْ
وسِلاحُكِ في العَلْياءِ
عُنْوانٌ للعَدَميَّهْ،
يسْتَنْفِرُ جَيْشُكِ كُلَّ جَحيمٍ
لِعَواذِلِنا في الثُلُثِ الخالي
كَيْ تَجُزّي ضُلوعي.
يا كاهِنةً!
تتغَيّى سَحْقي
     بِرَحاها
يا فاتِنةً !
تترصَّدُني
كَيْ تَحْرِقَني
بِوَغاها
في أرْضٍ تحْميها
        بالنّار الهَوْجاءْ
والنّارُ
      يا سيِّدتي!
جَسَدي المَكْلومْ.
لِمَ نَشْقى؟!
إلْياذَتنا
في الحُبِّ مَجيدهْ
*******

لَسْتُ غاصِبَ أرْضِكِ
بلْ فاتِحَ قَلْبِكِ
حينَ كنْتِ صَبيَّهْ
حين كُنْتِ بَهِيَّهْ
وَرْداً بَلَديّا كُنْتِ
نَفَسَ الحُبِّ العاطِرْ
نَبْضَ القَلْبِ الغُرِّ الطَّاهِرْ
    وبَريقَ البِلَّوْرِ الوَهّاجْ.
تاريخٌ
    يَثْوي فينا
قدْ دَوَّنَ للذِّكرى؛
هذي كَأسُ الحُبِّ عتيدهْ
وَتَراتيلي في عِشقِ هَواكِ مجيدَهْ
وَغرامي باقٍ
يا سيِّدتي
لِمَ لا يبْقى؟!
لِمَ نَشْقى؟
إلْياذَتُنا
       في الحُبِّ سعيدهْ
إلْياذَتُنا
       في الحُبِّ مَجيدَهْ

شعر: عبد القهّار الحَجّاري

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال