غانيةُ العشقِ المجنون! ...




يا غانيةَ العشقِ المجنونِ! إلى أينَ بهذا الْخَلقِ؟
أيْنَ تَجُرِّينَ فُلولَ السِّحْرِ؟ 
أين تَجُرِّينَ الشُّعراءْ؟
يا غانيةَ الْعَتَهِ الْمَسْكونِ بأنفاسٍ هَمَجِيَّتُها كَقَنابِل غازاتِ الأَصْفَرِ في حرْبِ الرِّيفِ المَشْؤومَةِ أو كَعُطورِ السَّاحِرَةِ الشِّرِّيرَةِ في أَصْقاعِ الْقُطْبِ المُتَجَمِّدِ، يا غانيةَ العِشْق بأبوابِ الْأُمَراءْ !!
يا ساحِرَةَ الْعَتَهِ الْمَبْهورِ بِتيهٍ وبُخورٍ لم ْيَعْرِفْها شَرْقٌ! 
بِعُيونٍ كَخُرافَةِ غولِ التُّوبْقالِ
بِلُبانٍ أَخّاذٍ تَسْتَعِرينَ الْمَسَّ لَهُ مِنْ صاحِبِكِ الْجِنِّيِّ      
في زاوِيَّةِ الْعِشْقِ الْمَخْبولِ 
في حَيِّ الْجِنِّ بِأَحْوازِ الْبَتْراءْ 
أيْنَ تَسوقينَ عَجاجَتَكِ الدَّوّامَةَ والكُلُّ يَدورُ يدورُ كَمأْخوذٍ بالتَّغْريرِ الفَتّانِ وبالإِغواءْ؟
والكُلُّ يُفَتِّشُ عَنْكِ 
عَنْ وَجْهِكِ وَسْطَ عَجاجَتِكِ السَّيّارَةِ 
عَبَثاً يَبْحَثُ عُشّاقُكِ في الْهَوْلِ
في فَوْرَةِ رَمْلٍ مَسْكونٍ 
عَبَثاً يَجْنونَ الرُّؤْيَةَ عَبْرَ حُبَيْباتٍ 
تُعْمِيهِمْ عَنْ عَبَثِ الأَشْياءْ 
ذَرّاتُكِ تُعْميهِمْ عَنْ خَبَلٍ غَرقوا فيهِ 
يا غانيةَ الْعِشْقِ الْمَخْبولِ!
مَهْلَكِ!
إِنّي قَدْ أَشْفَقْتُ عَلى الضُّعَفاءْ
مِنْ أَصْفادِكِ 
مِنْ سَلاسِلِكِ الْمَجْلوبَةِ مِنْ فَجِّ الْغَبْراءْ
مِنْ داحِسَ في أَغْوارِ التّاريخِ،
كُفِّي عَنْ أَسْرِ قُلوبِ الْفُقَراءْ!
كُفِّي عَنْ قَطْعِ الْأَعْناقِ!
عَنْ نَزْعِ شَوى أَتْباعِكِ بِالسَّوْطِ النّارِيِّ،
ناشَدْتُكِ كاهِنَةَ الْوَهْمِ!
بِأُموسِيَّةِ الزَّمَنِ الْآتي 
غَدِكِ الْمَنْشودِ
أَطْلِقي الْيَوْمَ جَحافِلَ عُشّاقِكِ فَوْرَ طُقوسِكِ في فَجْرِ طَهارَتِكِ الْكُبْرى مِنْ مَسِّ أُموسِيَّةٍ يَسْكُنُها عَتَهُ الْكَبَواتِ!
يا غانيةَ العِشْقِ الْمَعْتوهِ تَأَلَّقَ نَجْمُكِ في كُلِّ الصَّبَواتِ!
ناشَدْتُكِ بِاسْمِ الْأَرْضِ
بِاسْمِ عُطارِدَ والزّهْراءْ
مُدّي عَفْواً مَيْموناً لِجَميعِ الْبُلَهاءْ!
عبد القهار الحجاري
منشور بمجلة رسائل الشعر العدد 7 صيف 2016

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال