الولد واللقلاق والقذيفة...

قصة عبد القهار الحجاري




القبة من ذهب .. القلاقل فوق القبة يرى فظاعات العالم .. الولد في الشرفة .. ينظر إلى صديقه الذي يسميه "لقلوقا"، يتمنى لو ينزل إليه. كان يناديه أحيانا كثيرة مشيرا إليه أن أنزل!  يريد أن يلتحق به في الشرفة ليلعبا معا. "لقلوق" فرح بصديقه الولد. يعتلي قبة الصومعة التي من ذهب، بعيدا عن الإسفلت واليد الطولى للمعتدين، يصفق بمنقاره عندما يراه، يريد أن يعبر له عن فرحته العارمة به، أو هكذا أحس الولد دائما، فيزداد  غبطة. اللقلاق على عشه الضخم .. متوجسا يطعم أبناءه. . ينظر إليه الولد متأملا الأدخنة السوداء هنا وهناك، هو يعرف أنها ليست منبعثة لا من مخبزة ولا من تنور، مذعورا يهرع الولد إلى حضن أمه الخائفة بداخل البيت، كلما سمع دويا أو طلقات قوية "لقلوق" لا يريد أن يطير ويترك عشه وصغاره، لا يريد أن يترك القبة التي من ذهب.
تخترق القذيفة قبة الصومعة والبيت عبر الشرفة.
لم يعد هناك عش ولا لقلاق ولا شرفة ولا ولد ..
القذيفة خلفت دما ودخانا، والصومعة رأسها ذهب...

قصة عبد القهار الحجاري
جريدة العلم الثقافي الخميس 30 أكتوبر 2014

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال